الأربعاء، 22 سبتمبر 2010

حسام محمد كامل يكتب : الأنسة مي

حسام محمد كامل يكتب : الأنسة مي


لطالما تهربت كثيراً من الكلام و الحديث عن هذا الموضوع بالتحديد و كنت دائما كلما عرض لي أحول فكري و قلبي عنه ولكن حاجة ملحة جعلتني أكتب اليوم و خصوصا أنني كنت على ضيافة صفحات تتحدث عنها بالامس لأنني على العادة أحب قرأة السير الذاتية و الشخصية.
أنها الانسة ماري بنت الياس زيادة المعروفة بأسم الأنسة مي في عالم الأدب , يرجع تاريخ ولادتها للعام  1895م في فلسطين لأسرة لبنانية و تلقت دروسها الابتدائية في مدرسة عين طوره وأنتقل بها والدها وهي وهي في الرابعة عشرة إلى مصر حيث و نهلت من مختلف العلوم والفنون وعرفت من اللغات العربية والفرنسية ، واتقنتها، فاستكملت ثقافتها وتميزت بالذهن البارع والذوق السليم .
لقد برعت كثيراً في الشعر و الأدب وبدأت في إصدار بعض الأعمال في نفس الوقت الذي كانت معجبة بالشاعر الكبير جبران خليل جبران الذي كان شاعر كبير و مشهور كثيراً فراسلته في فرنسا دون أن تعلم أن أخبارها واعمالها قد وصلت إلى فرنسا وهو أيضاً نفس الوقت الذي كان يعاني فيه جبران من الوحدة , على أي حال نشأت علاقة حب فيما بينهما برغم المسافة . ولكن قد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فقد فقدت والديها و كذلك فقدت جبران في ظروف عصيبة وهو ما أثر عليها كثيراً في حياتها , وعلى الرغم من انها كانت صاحبة صالون ثقافي في شارع مظلوم باشا في القاهرة و ارتبط أكبر الشعراء و الأدباء بصالونها أمثال أحمد شوقي و طه حسين هذا خلاف الكثير ممن أحبوها إلا انها آثرت أن تمضي في الحياة وحيدة بدون شريك أو بالمعنى الأصح بدون زوج و هنا بيت القصيد.
إن مَن في مثل ثقافة و علم و جمال الأنسة مي يطمع في القرب منها وزواجها الكثيرين إلا أنها و حين أحبت أحبت جبران و من ثم لم تستطع تجاوز محنة وفاته فظلت بلا زواج و لم تدرك الحقيقة و ضرورة الحاجة إلى رفيق في الحياة وزوج في مشورا حياتها إلا متأخر جداً.
كما قلت سابقاً فإنني لطالما تهربت من الحديث عن الانسة مي لعدة أسباب إحدها كونة الأنسة مي من ذلك النوع من المثقفات المتعلمات جيداً وبالطبع كان لها من الأعمال ما جعلها من الأعلام  و هذا النوع  الذي يسترعي إنتباهي كونها مميزة عن غيرها ممن مروا مرور الكرام في حياتنا دون أي إسهامات ولكنني أشعر بغصة في القلب نتيجة نهاية حياتها و التي – واعتذر عن هذا – انتهت نهاية مذرية لم تكن لمثلها ولكنه قدر الله , وبالطبع هي ربما جزء من المشكلة كونها لم تتنازل عما تريد على الرغم من وجود الكثيرين المميزين حولها ممن يصلحوا أزواجاً .
أن هذا الكلام السابق ما هو إلا تمهيد لموضع وهو عزوف بعض الفتيات و خصوصاً المتعلمات من بنات كليات القمة عن الزواج بحجة عدم وجود الإنسان المناسب وأن معظم المتقدمين ليسوا من النوع النادر أو إياً ما يمكن ان تسوقه من الحجج , بل بعضهم بسبب هذه الطلبات و المتطلبات قد تمضي بهم الحياة مثلما حدث مع الانسة مي و هي نهاية لا أحبها لعدو فضلاً عن صديق فما بالك بإنسان مميز. في حقيقة الأمر فقد صادفت من سار بهم العمر للمرحلة التي لا يستطيعوا فيها إنجاب و بناء أسرة و هو بالطبع شيء صعب, و في الحقيقة فأنني لا أعيب على الطموح ولكنني أتمنى ان نكون منطقيين في تعاملاتنا و ان نضع الأمور في نصابها الصحيح دون إفراط أو تفريط حتى ننعم بالحياة التي قوامها الزواج و الأسرة.

هناك 3 تعليقات:

  1. في البدايه احب ان اعبر عن مدى اعجابي بكيفيه تناولكم للسيره الذاتيه للاشخاص واستنباط المعاني الجميله منها
    ولكن اسمح لي ان اعلق على المضمون في هذه المقاله
    اولا :كما قلت سابقاً فإنني لطالما تهربت من الحديث عن الانسة مي لعدة أسباب إحدها كونة الأنسة مي من ذلك النوع من المثقفات المتعلمات جيداً وبالطبع كان لها من الأعمال ما جعلها من الأعلام و هذا النوع الذي يسترعي إنتباهي كونها مميزة عن غيرها ممن مروا مرور الكرام في حياتنا دون أي إسهامات ولكنني أشعر بغصة في القلب نتيجة نهاية حياتها و التي – واعتذر عن هذا – انتهت نهاية مذرية لم تكن لمثلها ولكنه قدر الله , وبالطبع هي ربما جزء من المشكلة كونها لم تتنازل عما تريد على الرغم من وجود الكثيرين المميزين حولها ممن يصلحوا أزواجاً
    ان ماجذب الانسه مي للشاعر المخضرم جبران خليل جبران هو كتاباته وقد تعلقت هي بها وبرسائله فيما يعني انها قد تعلقت بشخصيه وليس بشخص
    ولذلك فان وفاته لم تكن حقيقه بالنسبه لها هو لم يمت في ذهنها
    وبرغم وجود الكثير من المميزين حولها فهي لم تستطع قط ان تنسى شخصيه خليل الحيه في ذاكرتها
    ثانيا:
    أن هذا الكلام السابق ما هو إلا تمهيد لموضع وهو عزوف بعض الفتيات و خصوصاً المتعلمات من بنات كليات القمة عن الزواج بحجة عدم وجود الإنسان المناسب وأن معظم المتقدمين ليسوا من النوع النادر أو إياً ما يمكن ان تسوقه من الحجج , بل بعضهم بسبب هذه الطلبات و المتطلبات قد تمضي بهم الحياة مثلما حدث مع الانسة مي و هي نهاية لا أحبها لعدو فضلاً عن صديق فما بالك بإنسان مميز. في حقيقة الأمر فقد صادفت من سار بهم العمر للمرحلة التي لا يستطيعوا فيها إنجاب و بناء أسرة و هو بالطبع شيء صعب, و في الحقيقة فأنني لا أعيب على الطموح ولكنني أتمنى ان نكون منطقيين في تعاملاتنا و ان نضع الأمور في نصابها الصحيح دون إفراط أو تفريط حتى ننعم بالحياة التي قوامها الزواج و الأسرة
    لقد كان في كلامك بعض القسوه وحكم غريب على فئه من الفتيات (خريجي كليات القمه)واسمح لي فان الكثيرات كل ما يرغبن به هو زوج عاقل يراعي الله فيهن ولا اعلم ان كان هذا هو الزوج النادر
    كما اني لا ارى التعارض بين الطموح والبيت الناجح فانا اعلم كثير من الطبيبات الناجحات في بيوتهن وكذا في عملهن
    ربما ينطبق كلامك على فئه ولكن صدقني فهو ينطبق على الفئه القليله
    مع تحياتي واحترامي لشخصكم

    ردحذف
  2. اشكر مشاركنك و اتفق معكي في مجمل تحليلك و أرأيك مع ان هذا قد لا يتعارض مع مجعة نظري ... انني قد أكتب من وجهة نظر واحدة و من خلال تجارب و مشاعر تتعلق بذات الموضوع و لذلك اقوم بالكتابة في المدونة حتى اتشرف بمثل مدخلات من هذا النوع ..... شكرا د. هند و أرحب بكل مدخلاتك و تعليقاتك و كما أن الإحترام متبادل ..تحياتي

    ردحذف
  3. في الصورة اليست هذه نازك الملائكة ؟ لأن مي زيادة مختلفة كلياً و لدي مجموعة من صورها .

    ردحذف