الخميس، 23 ديسمبر 2010

حسام محمد كامل يكتب : السادات و الزنزانة 54.....إكتشاف الذات


حسام محمد كامل يكتب : السادات و الزنزانة 54.....إكتشاف الذات


إن الإهتمام بالقرأة و محاولة تكوين ولو مكتبة مصغرة في المنزل بحيث تحوي مجموعة من الكتب المختلفة بل و المهمة أحياناً و حرصك على القرأة شبه اليومية سوف يأخذك تدريجياً لفهم و إستنباط ما بين السطور بل إن العودة أحياناً لنفس الكتاب قد يزيد من قدرتك على فهمه أكثر و التعمق في مضمونه وهو ما قد يحقق لك فائدة مضاعفة لنفس الكتاب بأن تحافظ على عادة القرأة وتحصلّ أيضاً مزيدا ً من الفهم و هذه ما حدث معي عندما أعدت قرأة كتاب البحث عن الذات للرئيس الراحل أنور السادات.
بالقطع فأنني لن أتكلم عن حياة الرئيس الراحل أنور السادات فهي مليئة و زاخرة بالكثير من التفاصيل وكما أنني أيضاً لن أتحدث عن الكتاب فهو يحتاج إلى مكان أكثر راحبة من مقالي هذا , ولكنني سوف أتوقف عند تجربة الرئيس السادات في السجن  وبالطبع لاأقصد السجن في حد ذاته ولكنني أقصد تلك التجربة التي كان لها أثر بالغ في تحول طريقة تفكير الرئيس الراحل أنور السادات .
قليلة هي  تلك التجارب في حياة  التي قد تصادف أياً منا و التي تعمل على تغيير طريقة التفكير و التعامل مع الحياة وهو ما قد يدفع نحو مزيد من تطوير الذات وهذا ما ظهر جلياً في تجربة الرئيس السادات في السجن و تحديداً في الزنزانة 54 . إن هذه التجربة قد أعطته الفرصة للتعمق أكثر في ذاته و معرفة بعضاً من الخفايا التي تأثرت بفعل الأحداث اليومية .إن تأثير هذه التجربة لم يكن لها هذا التأثير لولا وجود الكتب و شغف الرئيس بالقرأة في هذه المرحلة الفاصلة في حياته وقد ذكر أن القراة قد فتحت له آفاقاً لم يكن يعرفها من قبل و التي أنعكست فيما بعد على طريقة معاملته حتى مع الآخرين.
إن القرأة قد أخذت طابعاً مهماً عندما أستخدم الرئيس كراسة ليكتب فيها كل ما كان يعجبه من الكتب التي تناولها بالقرأة والتي كانت تحوي أغلب ما كان له أثر في حياته من آراء أو مشاعر لكتاب و مفكرين من أتجاهات مختلفة.
و بالرغم من أن الحديث قد يطول عن الفوائد التي قد تستنبط من تجربة من هذا النوع فإن الخلاصة تتضمن الحرص على القرأة و التدوين لكل ما هو هام و محاولة توسيع مجال القرأة لتشمل مجالات و علوم مختلفة .كما وأن هذه التجربة توضح بطريقة جلية القدرة على إستغلال الظروف أياً كانت صعبة لأن أي تجربة سوف تحوي ولو شيء قليل يمكن الإستفادة منه في التطوير و الدعم الذاتي .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق