الخميس، 7 يوليو 2011

حسام محمد كامل يكتب : يسري فودة..... رجل سري للغاية

حسام محمد كامل يكتب : يسري فودة..... رجل سري للغاية




كتبت بتاريخ 13 مايو 2011
هو رجلٌ لا يمكن تخطأه العين بملامح مصرية خالصة و بصوت أقرب ما يكون إلى بوابة عبور إلى دهاليز      و خفايا عوالم تخفي أكثر مما تظهر و تعمل و تخطط أكثر مما تعلن و تتكلم , أنه يسري فودة الصحفي      و الإعلامي البارز منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي وقد أرتبط أسمه لفترة من الزمن بقناة الأخبار القطرية و كان احد أعمدتها و مؤسسيها و كان له دور كبير في جذب جهور كبير من خلال برنامجه الشهير "سري للغاية".
بالعودة إلى بداياته فهو من محافظة الغربية وقد تخرج في كلية الإعلام جامعة القاهرة و من ثم حصل على درجة الماجستير في الصحافة التلفزيونية من الجامعة الأمريكية في القاهرة ليحصل بعدها في العام 1992 على منحة لدراسة الدكتوراه في بريطانيا لينضم العام 1994 إلى هيئة الإذاعة البريطانية حيث قام بتغطية حرب البوسنة ومسألة الشرق الأوسط لينتقل بعدها إلى قناة وكالة أنباء أسوشييتد برس حيث شارك في إنشاء قسم الشرق الأوسط  ثم انتقل العام 1996 إلى قناة الجزيرة حال إنشائها ليقدم و بعد عامين فيها برنامجه الأشهر و الأنجح "سري للغاية".
إن تجربة برنامج سري للغاية قد صنعت أسلوباً جديد لم يكن معتاد في عالم الصحافة التليفزيونية و قد ذهبت بالمشاهد إلى حيث يصعب الوصول فمن تحقيق حول مدبري إحداث 11 من سبتمبر و لقائه بهم إلى   الحديث عن الزئبق الأحمر و خفاياه  مرورا بالحديث عن حرب أكتوبر فيما عُرف بحرب "اليوم السابع" و التطرق إلى مواضيع تتعلق بالجواسيس و أوكارهم إلى تناول حركة الماسونية  إلى الخوض في أسباب اغتيال العالم المصري الكبير الدكتور يحي المشد إلى غير ذلك من الملفات المهمة و المثيرة و التي ليس أقلها خوضها تجربة العبور ليلاً مع المهربين للحدود العراقية و في ظروف غاية في الصعوبة , و قد تابعنا البرنامج لفترة تتجاوز العقد من الزمن  وهو على هذا أيضاً كان أول إعلامي عربي يصل إلى جونتنامو بصفته كصحفي لإجراء تحقيق مُتلفز فيما عرف بمثلث الخطر ما بين الإسلاميين و الحكومات العربية و الولايات المتحدة الأمريكية, وهو بهذا البرنامج قد أصبح رائد خوض ملفات خطرة و شائكة و لكن بطريقة حيادية وهو ما جعل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن يختاره  هو و  روبرت فيسك -  و هو صحفي بريطاني بارز -  لإجراء برنامجين حول أحداث سبتمبر و ليكشف كيف تم التخطيط للهجوم بما عرف بعملية الطائرات . على أي حال سوف تظل تجربة نوع من هذه البرامج تجربة مميزة و خصوصاً للمشاهد في العالم العربي.
بالرغم من أنها قد تبدوا مقدمة طويلة فقد أحببت أن أذكر بإيجاز لمحات سريعة من حياة الأستاذ يسري فودة  المهنية لنصل إلى موضوع هام وهو العمل و الفرصة العادلة الذي  تطرق إليه  في أحد حواراته وذلك حينما سُؤل عن عدم أشتغاله في التليفزيون المصري قبل السفر لبريطانيا في مطلع التسعينيات القرن الماضي فأجاب "لشعوري بأنني لن أستطيع الحصول على الفرصة العادلة" , إن الشعور بعدم وجود فرصة عادلة في العمل و بإمكانية التقدم لمسويات مهنية مميزة نتيجة المنافسة الشريفة سوف يقوض أي فرصة لدى الفرد للقيام بتطوير  و تجويد عمله وهو ما سوف يقلل فرص الابتكار و الإبداع في تلك الأعمال أيضاً.

إن كثيراً من العلماء المصريين و المهنيين المميزين قد سافروا في عقوداً مضت فيما عُرف بهجرة العقول بحثاً عن الفرصة العادلة في العمل و الدراسة و لتحقيق الذات مدفوعين برغبة في خلق مكانة مميزة  لم يكونوا ينجحوا في تحقيقها لو كانوا بقوا في مصر ما قبل الثورة حيث تعلب الوساطات و العلاقات دواراً أكبر من الشهادات و الدرجات العلمية و تكون المناصب القيادية الهامة لأصحاب الثقة لا أهل الخبرة وهو ما سوف يختفي في حال استقرار الأوضاع ما بعد الثورة  لأن الثورة لم تأتي إلا لرد الحقوق إلى أصحابها و وضع كلاً في مكانه الصحيح لتسنى له الإسهام بطريقة مُعتبرة من خلال فرصة عمل عادلة ووفقا ما تحدث عن الأستاذ يسري فودة و لعل برنامجه الحالي الذي يقدمه على إحدى الفضائيات المصرية و الذي أقصى من خلاله رئيس حكومة و مدير مصلحة الطب الشرعي  يكون استراحة محارب لخوض تجارب مثيرة و مميزة و الوصول إلى معلومات سرية  قد تكون أحياناً أسبق بعدة خطوات عن أجهزة مخابرات دول غربية و ليس آخر كلام.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق