الاثنين، 20 سبتمبر 2010

حسام محمد كامل يكتب : اللمك و المحاولة المائة

حسام محمد كامل يكتب : اللمك و المحاولة المائة



أنه لمن الجميل بل و الرائع أن يستقر في قرارة شعورك العاطفي و العلمي عالم كبير بقامة الدكتور فاروق الباز و أن تتخذ من حياته أو جزء منها مثال يحتذى . أن الحديث عن الدكتور فاروق الباز يستحث في المرء حماسة طالب العلم و الأمل للمسقبل . فعندما نتحدث عن الملك – وهو الاسم المعروف به في وكالة الفضاء الأمريكية  ناسا – فأننا نتحدث عن مصدر كبير للدفع و الدعم الذاتي .




عندما نتطرق للحديث عن بدايته فهو مصري من  أسرة بسيطة الحال في إحدى قرى  الدلتا في مصر , كانت أمنيته أن يكون طبيبًا جراحًا للمخ.. ولكن  بسبب مجموعه الكلِّي فشل بالالتحاق بكلية الطب؛ فاضطر إلى الالتحاق بكلية العلوم – جامعة عين شمس – واختارها لأنها كانت أقرب إلى مسكنه، ويستغرق المشي إليها ساعة ونصف، وهو ما يساعده على توفير القروش في الذهاب إليها بالمواصلات العامة. حصل على شهادة البكالوريوس (كيمياء - جيولوجيا) في عام 1958م، وقام بتدريس مادة الجيولوجيا بجامعة أسيوط حتى عام 1960م، حينما حصل على منحة لاستكمال دراسته بالولايات المتحدة. نال شهادة الماجستير في الجيولوجيا عام 1961م ثم نال شهادة الدكتوراة في عام 1964م وتخصَّص في التكنولوجيا الاقتصادية .
واستطاع خلال فترة الدراسة في أمريكا  زيارة المناجم الهامة، وجمع آلاف العيِّنات من بلاد العالم التي زارها و التى كان ينوي إدخارها لتحقيق مشروع في بلده مصر حينما يعود. كان حلمه  إنشاء معهد عالٍ للجيولوجيا  و الذي من أجله بذل الكثير من الوقت و الجهد حتى يحصل على نواته في أمريكا و من غيرها بعينات المناجم , إلا أنه فوجىء عند عودته إلى مصر بأن عليه استلام عمل كمدرس للكيمياء في المعهد العالي بالسويس وهو ما كان خيبة امل كبيرة له حيث يذهب بعد ثمانية أعوام في دراسة الجيولوجيا يدرِّس الكيمياء في معهد لم يسمع عنه من قبل .
بعد عدة شهور مع المسؤلين في مصر لم يسامع إليه و إلى افكاره أحد و عندما ذهب لإستلام عمله في ذلك المعهد المغمور تقابل بصديق له حصل على الدكتوراه في الهندسة النووية و يقوم بالتدريس لمادة الصوت و الضوء حيث اقنعه هذا الزميل بعدم جدوى العمل في مثل هذا المكان مما جعل الدكتور الباز يحتال بسحب أوراقه من المعهد و العودة سرا و سريعا إلى أمريكة مرة أخرى .
عاد إلى أمريكا و لم يستطع الالتحاق بأي جامعة لأنه وصل بعد بداية العام الدراسي  وهم ما جعله يرسل ما يقارب المائة جواب و رسالة للشركات مختلفة في محاولة للحصول على وظيفة و قد دهش عندما جائه الرد من وكالة ناسا لعلوم الفضاء حيث كانت في حاجة لجيولوجيين متخصصين في القمر . أستلم عمله الجديد و نجح في مهمته بعد عدة صعوبات و كان له الفضل بعد الله في تحديد و اختيار مكان هبوط البعث الأولى على  سطح القمر وحقق نجاح باهر في هذه المهمة.
لقد حاول الدكتور الباز مائة محاولة في بلاد الغربة و أذكر على لسانه في احد البرامج ان زوجته كانت حمل في تلك الفترة , لك انت تتخيل كيف كان الوضع حيث كان غريب في بلد غربي بلا وظيفة و زوجة حامل ظروف تبعث على الإجباط و الفشل ولكنه كان صاحب رؤية و رأي في حياته , متسلاحاً بالإيمان بالله و الثقة بنفسه و الإعتقاد في وجود مخرج و أمل قام بكتبة خطاب و اثنين و ثلاثة وواصل حتى المئة و لم تلن عزيمته  ولم يعطي نفسه الفرصة في التفكير في الفشل و ذلك بكثرة العمل – واقصد به هنا الرسائل – و هو ما أوصله ليس فقط للعمل بل أيضا أوصله للفرصة النادرة التي لا تتحقق كثير في العمر و هو ان شارك في كتابة تاريخ أولى خطوات الانسان على سطح القمر و تاريخ واحدة من أكبر الهيئات العلمية العاملة في العالم . أنني أعتقد بمقولة التي تنص على إن الله يساعد أولائك الذين يساعدون أنفسهم و هي ما يجب أن تعول عليه في حياتك و مستقبلك  بأن تساعد نفسك .


هناك تعليقان (2):

  1. سبحان الله
    يرزق من يشاء بغير حساب
    قد يحسب الانسان ان مايحدث له شر ولا يعلم ان الله جعل له فيه خيرا كثيرا

    ردحذف
  2. بالضبط , و لكن علينا بالأجتهاد و السعي

    ردحذف