السبت، 5 مارس 2011

حسام محمد كامل يكتب: د.عصام شرف و تجربة ماليزيا





حسام محمد كامل يكتب: د.عصام شرف و تجربة ماليزيا



أخيراً وصل الدكتور عصام شرف إلى منصب رئيس الوزراء حيث تمنت و طلبت ذلك الجموع و الجماهير الغفيرة في ميدان التحرير ذلك الميدان الشاهد على عظمة و قوة إرادة الشعب المصري , ومن هذا الميدان كانت الإطلاله الرائعة والوعود من  الدكتور شرف.

عندما شاهدت الدكتور شرف حالي حال الملايين تذكرت مباشرة مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا ذلك الرجل الذي صنع بنفسه تاريخ أمة و جعل ماليزيا تصل إلى مصاف الدول المتقدمة و أستبشرت خيراً بقدرة مصر و شبابها على تكرار التجربة الماليزية في وجود الدكتور شرف على قمة قيادة هذا الوطن بل أنني أكاد أجزم أن التجربة و الأسلوب المصري بالنهوض و التحرك نحو مقدمة و مصاف الدول المتقدمة قد يذهل و يفاجئ الكثيرين حتى أنها قد تصبح تجربة رائدة من نوعها في حال أستمرار هذا الحالة المميزة و هذا التكاتف بين عناصر و فئات الشعب المختلفة.

بالحديث عن الدكتور شرف فقد تخرج من كلية الهندسة جامعة القاهرة و من ثم أنتفل  إلى  الولايات المتحدة الأمريكية ليحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في مطلع ثمانينات القرن المنصرم وهو رجل علم من الطراز الأول وعالم في مجال تخصصه حتى تجاوزت عدد الأبحاث التي نشرها أكثر من 160 بحث في مجال هندسة الطرق  نشرت في العديد من المجلات والدوريات العملية الكبرى , وفي خلال مشواره العلمي هذا قد حصل على العديد من جوائز التكريم و التقدير, فقد حصل على جائزة التميز الهندسي من الولايات المتحدة الأمريكية، وهو بذلك يكون أول من حصل عليها من خارج الولايات المتحدة , هذا بخلاف جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الهندسية ثلاث سنوات وكذلك نوط الامتياز من الطبقة الأولي, وحصل على جائزة رفيق الحريري عن  اجمالي أبحاث و بهذا يعد دكتور عصام شرف واحد من ابرز خبراء النقل في العالم العربي، وكان يشغل منصب وزير النقل والمواصلات في حكومة أحمد نظيف الأولى , كما أنه يرأس جمعية عصر العلم التي يشارك فيها الدكتور أحمد زويل و الدكتور محمد البرادعي , ومما يذكر للدكتور شرف تحركه في جمع من أساتذة الجامعة من مقر جامعة القاهرة سيراً على الأقدام إلى ميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير تعبيراً عن مشاركته في الثورة.

و بالحديث سريعاً عن مهاتير محمد الذي ولد لأسرة فقيرة ولكنه نجح في أن يلتحق بكلية الطب ويتخرج منها ليزاول الطب لفترة  و من ثم أنتقل إلى العمل العام و السياسي لاحقاً وقد كان كان أطول رؤساء الوزارة في ماليزيا حكماً  ولكنه كان بعيد التأثير حيث تمكن من رفع صادرات بلاده من 5 مليارات دولار سنوياً إلى أكثر من 520 مليار دولار في السنة , كما أنه سعى لتحويلها من دولة زراعية إلى دولة متقدمة يمثل ناتج قطاعي الصناعة والخدمات فيها 90 في المئة من ناتجها الإجمالي , وعلى مستوى الرفاهية فقد تمكن من مضاعفة الدخل  السنوي للفرد في ماليزيا إلى سبع مرات ليصبح بذلك  8862 دولاراً في عام 2002 , و بالحديث عن البطالة فقد انخفضت إلى 3 في المئة، وهو ما تبعه بتخفيض مستوى خط الفقر إلى  ما دون 5 في المئة من السكان، بعد أن كانت نسبتهم 52 في المئة.

لا يسعني في الختام إلا أن أتمنى لمصر و للدكتور عصام شرف التوفيق من  الله و أن  يكلل جهوده و جهود المخلصين من أبناء الوطن بالنجاح حتى نصل بمصر إلى حيث يجب أن تكون دائما أم الدنيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق