الأحد، 27 مارس 2011

حسام محمد كامل يكتب : بلال فضل وعصيره


حسام محمد كامل يكتب : بلال فضل وعصيره

الحقيقة أنني كنت قد كتبت هذه المقالة قبل الثورة المجيدة و من ثم تأخرت في نشرها حتى وقعت بين يدي اليوم و رأيت أنها ما زالت صالحة للنشر اليوم . إن المبدأ المعروف بأن كل إناء بالذي فيه يضح تنطبق على شتى مناحي الحياة بدأ التعليم في المدرسة وسنوات الدراسة الأولى حتى أعلى الدرجات العلمية حال درجة لدكتوراها مثلا ًو هنا تكمن المشكلة في زمن قل أن تجد خلف الشاشة الفضية ما يثير أهتمامك و يفتح لك شهيتك الثقافية ليأتي برنامج الأستاذ بلال فضل تحت عنوان عصير الكتب  الذي يعرض منذ فترة ليجدد بعضاً من شباب الثقافة المقروءة بجميل ما يعرضه من نوادر الكتب النفيسة و مقتنيات سور الأزبكية.
بالرغم من أن أسم عصير الكتب ترجع ملكيته الثقافية كما هو معروف للكاتب الكبير الأستاذ علاء الديب و الذي أستمر يعرض من خلاله لمجموعة كبيرة من الأعمال العربية خلال فترة تتجاوز الأربعين عاماً من خلال الإعلام الورقي فإن الأستاذ بلال فضل قد نجح في أن يربط هذا المسمى به من خلال الإعلام الفضائي وهو شيء جيد و يحسب له حيث تتوفر قاعدة أكبر من حاملي الريموت كنترول و أصحاب أوقات الفراغ الهائمين بين الفضائيات مما شكل بيئة خصبة لاصطياد هذه الفئة الشاردة عن دروب الثقافة و الكتب خانة .
إن المشكلة الحقيقة تكمن في عدم وجود ما يمكن أن نسميه "الثقافة العميقة" في المجتمع أو بمعنى أدق  بين عامة الناس و على الرغم من تعريف الإنسان المثقف معروف إلا أن البعض يعتبر قرأة صفحة الرياضة بمجرد أن تطال أصبعه الإصدار اليومي من أي جريدة نوع من الثقافة , بينما قد يعتبر البعض قراة رواية نوع من الثقافة و هي كذلك ولكنها لا تخلق ذلك العمق الواجب توفره من تنوع مصادر القرأة و اختلاف الاتجاهات و الموضعات مما يخلق القدرة على الحكم الجيد على الأبداع و الإنتاج الثقافي و الأدبي وهنا تكمن أهمية البرامج التي تميط اللثام و تزيل التراب المتراكم من سنين على أفكار و إبداعات ليس فقط الأولين و لكن لكثير من المعصرين.
أن خلق شباب مثقف وواعي يقتضي موكبة العصر و استخدام وسائله المتسارعة التطور في ترغيب و تحبيب الشباب الصغار على القرأة وهي في الواقع مهمة صعبة لأن حيز العلم و القرأة و الثقافة يتصارع على حيز ضيق جداً في عقول الصغار مع الأخبار الرياضية و الفنية و أحدث الكليبات و آخر الألعاب و التي أقتنصت نصيب الأسد في عقول بدأت للتو في التفتح.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق