نهرع و نسرع في استخدام كله ما تطالع أطراف أصابعنا على لوحة المفاتيح من التحديثات التي تطالعنا بها التكنولوجيا و معديها و مديريها بدون أن ندرك في بعض الأحيان إبعاد و تأثيرات هكذا تطبيقات و ليس أقلها ما ظهر منذ فترة من ظهور و تحديث تطبيق الأسئلة من خلال موقع التواصل الاجتماعي الشهير المعروف بالفيس بوك.
فجأة بدأت تتواتر الأسئلة و إجابتها المتعددة على صفحات الفيس بوك منذ ظهور هذه الخاصية و تحديثتها التي جعلت الإجابة بنظام التصويت على عدة اختيارات و تنوعت الأسئلة ما بين أسئلة طريفة إلى أسئلة دينية بسيطة إلى أسئلة تتعلق بأحداث سياسية راهنة إلى ما شابه ذلك من الأسلة و لكن المثير للاهتمام أيضاً بخلاف نوعيات الأسئلة هي المقدرة التامة على معرفة عدد الأشخاص الذين صوتوا على اختيار بعينه وهو ما يؤشر إلى ظاهرة تبعث على القلق في حال استخدام هكذا معلومات و معالجتها بصورة أو بأخرى.
تأمل مثلاً عينة من الأسئلة المطروحة وعدد المصوتين فعند الحديث عن موضوع فلسطين جاء السؤال "هل تؤيد الزحف على فلسطين غداً" جاءت الإجابة – حتى كتابة هذا التقرير – "نعم" بعدد تجاوز السبعة آلاف صوت في حين كانت الإجابة "لا" لعدد تجاوز تسعين ألف صوت في حين كان السؤال عن السيد نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية كالتالي " هل تفضل أن يكون السيد نبيل العربي أمين عام لجامعة الدول العربية أم وزيرا للخارجية ؟" وقد حصل اختيار وزيراً للخارجية على ما يجاوز خمسة و عشرين ألف صوت في حين حصل اختيار أمين عام جامعة الدول العربية على أربعة آلاف صوت , حتى أن بعض الأسئلة عند بعض الأصدقاء الغربين مثلاً تتناول الحديث عن أكثر ما يجذبك في الشخص الذي تتحدث إليه وقد تنوعت الاختيارات ما بين لون العين و الشعر و هي معلومات قد تكون مفيدة على المستوى التجاري و التسويقي و في سوق الإعلانات .
لقد ظهر مؤخراً أن الفيس بوك قد سرب معلومات المشتركين وصورهم من خلال مائة ألف برنامج و تطبيق يتم التعامل معها يومياً و هو ما جعل هناك قاعدة معلومات و بيانات عالية الغني و القيمة بمعلومات حياتية يُحدّثها ربما المشترك على مدار الساعة رغبة منه في مشاركتها مع أصدقاؤه و معارفه و من ثم تأتي فكرة طرح أسئلة بنظام الاقتراع على الإجابات ليكمل حلقة كاملة في معرفة متعمقة عن المشتريكن و آرهم المختلفة في موضوعات قد تكون مهمة أو حساسة من خلال أسئلة قد لا يُعرف من أطلقها و كيفية الإستفادة منها وهنا يجب توخي الحذر مع هكذا تطبيقات تكنولوجية , ومن نافلة القول بأن مؤسس الفيس بوك – العلني - ينتمي إلى الديانة التي تدعي بوجود أرض الميعاد.